100 عام على الدبلوماسية الأوكرانية
22 كانون الأول يصادف الذكرى المئوية على إنطلاق الدبلوماسية الأوكرانية ،ففي عام 1917 تم التوقيع على مشروع إنشاء ماسمي آنذاك السكريتارية العمومية للعلاقات الخارجية لجمهورية أوكرانيا أي مايعني أول نظام متكامل للعلاقات الخارجية الأوكرانية .قدم هذا المشروع من قبل السكريتارية العمومية ف.فينيتشينيك وسكرتير العلاقات الخارجية شولغين ،المشروع ركز على المسؤوليات والواجبات في العلاقات الخارجية وكذلك حماية مصالح المواطنين الأوكران وحل الإشكالات القومية داخل الجمهورية الأوكرانية.
منذ بداية الدبلوماسية الوطنية كان الإتجاه الرئيسي هو الإعتراف الدولي بأوكرانيا كبلد أوروبي مستقل وشريك كامل الحقوق في العلاقات الدبلوماسية المشتركة وكان الهدف السامي من تلك المرحلة هو الدفاع عن إستقلالية اوكرانيا والترويج للفكرة الأوكرانية عالميا. أوكرانيا حصلت على حقها بالوجود الدولي المتكامل .
إن الدبلوماسية الأوكرانية رغم إرثها التاريخي الخاص بها إلا أنها تطورت آخذة بعين الإعتبار التجربة الدبلوماسية العالمية كسياسة خارجية لدولة أوروبية وتعتبر المرحلة من كانون الاول 1917 حتى أيار 1924 ( إغلاق البعثة الدبلوماسية المؤقتة لجمهورية اوكرانيا الشعبية في المجر كآخر ممثلية دبلوماسية ) مرحلة التأسيس الرئيسية للدبلوماسية الأوكرانية كمدرسة حكومية أكثر قربا للدبلوماسية المعاصرة.
في عام 1918_1919 تم إنشاء الشبكة الدبلوماسية على شكل 4 سفارات من الفئة الأولى في كل من ألمانيا والمجر النمساوي وتركيا وبلغاريا وسفارتين من الفئة الثانية في كل من سويسرة والدول الإسكندنافية.
خلال فترة الثورة الأوكرانية تم إستكمال جميع المناصب الدبلوماسيةو المعاهد الأكاديمية والحقوقية للدبلوماسية الأوكرانية التي شكلت القاعدة الرسمية للعلاقات الخارجية مع العالم ،آخذة بعين الإعتبار التجارب الأوروبية ومتطلبات القانون الدولي .وهذا بالذات يعتبر الفرق الجوهري بين المنظومة الدبلوماسية للجمهورية الأوكرانية الشعبية وجمهورية اوكرانية السوفياتية التي إعتمدت على منظومة الإتحاد السوفياتي.
لقد حققت الدبلوماسية الأوكرانية في الآونة الأخيرة نجاحات كبيرة خاصة في سنوات مابعد الإستقلال في طريق بناء الدولة الأوكرانية والدفاع عن سيادتها ووحدة اراضيها واليوم تقيم اوكرانيا علاقات مستقلة مع اكثر من 180 دولة ومن أهم إنجازاتها الدبلوماسية توقيع مذكرة تفاهم للإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي وإنضمامها إلى منظمة الأمن والتعاون الاوروبية ومنظمة التجارة العالمية والحصول على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.بالإضافة إلى قرار الإتحاد الأوروبي إلغاء التأشيرة للمواطنين الأوكران وتوقيع العديد من المعاهدات لإجراء الإصلاحات حسب المعايير الأوروبية بما فيها إعادة توجيه العلاقات الإقتصادية.
إن العلاقات الدبلوماسية بين أوكرانية وسورية تمتد لأكثر من ربع قرن فمنذ 25 عاما في عام 1992 بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وكانت سورية من أولى الدول التي إعترفت بإستقلال أوكرانية ونمت العلاقات الثنائية التي تملك جذورا عميقة من الصداقة والتعاون المشترك وفي عام 2000 تم إفتتاح السفارة الأوكرانية في دمشق وفي عام 2004 أفتتحت السفارة السورية في كييف وشهدت العلاقات تطورا وزيارات على أعلا المستويات وكان إنعكاسها واضحا على التبادل الإقتصادي ليبلغ الميزان التجاري عام 2010 قرابة الملياريين دولار واحتلت سورية المرتبة الاولى في الشرق الأوسط في التبادل التجاري مع أوكرانيا .هذا وتشكل آلاف العائلات المشتركة السورية الأوكرانية رافدا هاما بما يسمى “الدبلوماسية الشعبية “في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون .سورية تدعو دائما إلى إحترام السيادة ووحدة الأراضي الاوكرانية وكذلك السلام والإزدهار والإستقرار لاوكرانيا.